ذهب رجل
عجوز متهالك ليعيش مع ابنه ، وزوجة ابنه ، وحفيده البالغ من
العمر خمسة أعوام .فقد ماتت زوجته ومن كانت تقوم بشئونه من مرض عضال ألم بها أستمر عدة سنوات ... ولم يتبقى له أحد بعد الله سوى أن يذهب بيت أبنه .. ولما لم يدعوه ابنه للسكن معه
وخدمته قرر هو وبسبب الحاجة أن
يذهب بنفسه .. كانت يدا الرجل العجوز
تهتزان ، ونظره قد ضعف ، ومشيته
صارت مترنحة .. كان أبنه ثرياً ولديه بيت كبير وزوجة جميلة وأبن عمره 5 سنوات
وكذلك زوجة أبنه.. وكان العجوز يعيش منعزلاً في بيتهم عدا وجبة الطعام .. فقد كانت الأسرة تتناول الطعام معاً على سفرة واحدة.. ولكن يدا الرجل العجوز
المهتزتان ونظره الضعيف جعلا تناوله الأكل صعباً.. فكان
الطعام يتساقط من ملعقته على
الأرض.. وعندما كان يتناول اللبن
كانت قطرات من الكوب تنسكب منه على المفرش
مما يثير اشمئزاز الابن
والزوجة انزعج الابن وكذلك زوجته من هذه الفوضى الحادثة ، فقال الابن
" لابد أن نفعل شيئا من
جهة أبي ، فقد صار عندنا ما يكفى من اللبن المنسكب ، والطعام
المتساقط على الأرض ، علاوة على طريقة أكله العالية الصوت " لذا وضع الرجل
وزوجته مفرش خاص في أحد الأركان .. وأجلسوا الرجل
العجوز وحيداً عليها يتناول طعامه بينما كانت الأسرة تستمتع
بتناول طعامها معا على سفرة
الطعام .. ولما كان
العجوز قد تسبب في كسر طبق أو
اثنين، راحا يقدمان له طعامه في
طبق خشبي . وعندما كانت الأسرة تنظر ناحية الجد ، كانت
تلمح دموعا تنساب
على وجنتيه بينما يجلس وحيداً . ولكن
بقيت الكلمات الوحيدة التي يقولها له الزوجان هي
التحذيرات الحادة عندما
ينسكب منه اللبن أو يتساقط منه
بعض الطعام على الأرض
الطفل ذو الخمسة أعوام كان
يراقب ما يحدث في صمت مهيب . وفى إحدى الأمسيات قبيل العشاء، لاحظ
أبيه أنه يقوم بحفر قطعة خشب وهو جالس على الأرض فسأل أبنه فى
رقة : " ما الذى تقوم بعمله ؟ " فأجاب الطفل هو الآخر في رقة : " اوه ياأبي، أنا
أقوم بعمل إناء صغير لك ولماما
لتأكلا فيه عندما أكبر ابتسم الطفل ذو الخمسة أعوام وعاد لما
يعمله . لطمت الكلمات الوالدين بشدة حتى وقفا بلا كلام ..
ثم بدأت الدموع تنهمر فوق
وجهيهما . ومع أنهما لم
ينبسا ببنت شفة ، لكنهما علما ما الذى ينبغى فعله فى هذه الليلة
، أمسك الرجل بيد والده الجد العجوز ، واصطحبه بلطف مرة أخرى إلى سفرة طعامهما .. ولباقى أيامه كان الجد يتناول طعامه مع باقي الأسرة . أستقبله أبنه ببرود