الفصل الثالث والاخير
**********
مشهد فى منزل الاسرة والشيطانان مكروئيل وشرشائيل يتحدثون
شرشائيل : شفت بقى أخوك اللى هو أنا ..أبو دماغ دهب عمل أية فى الكل
مكروئيل : حلو قوى كدة ...الاب فى الحبس ومتهم بجريمتين ...تجارة مخدرات ..وقتل
يكمل شرشائيل : والام جلها شلل وبين الحيا والموت
مكروئيل : بس فية حاجة هنا ؟
شرشائيل : حاجة ؟....حاجة أية دى ؟
مكروئيل : أحنا عملنا كل دة علشان فادى يقع فى الشرك وينسى الهة وينسى كنستة وحياتة الاولنية...أية بقى الفايدة من خطتك كدة ؟
شرشائيل : أنت بردة مخك على قدك ....عقلك دة كوتش مش عقل شياطين ...يابنى لما أنا مهدت الطريق لتوما ولعبت فى دماغة وخالليتة يخرج السعادى كنت عارف موضوع خطتة الشرطة وتاجر المخدرات....وطبعاً أنت عارف أنى أنا بردة اللى لخبطت القوة اللى كانت مع الظابط دة ..وخليتهم يقفوا فى مكان بعيد وغلط علشان ميشفوش التاجر الحقيقى...
مكروئيل : عارف عارف ..وعارف كمان أنك لعبت فى دماغ التاجر وخليتة يقتل الظابط ...والباقى عملة توما من غير مجهود مننا ..عارف ...أنا عايز أعرف أذاى هيقع فادى وأخوة فى طريق النهاية ويكونوا فى صفنا ؟
شرشائيل : لسة طبعاً الخطة مش كاملة ...الجزء التانى منها يتوقف على وعليك
مكروئيل : أزاى بقى ؟؟...
شرشائيل : أقولك أزاى .....أنا قدامى توما واقع فى الخوف وكرهة لنفسة على كل اللى عملة فى حق أبوة وأمة وأسرتة كلها
والندم مدمرة خالص ...فأنا بقى هكمل علية ...خلاص هى خطوة كمان وتنسى حاجة أسمها توما
مكروئيل : طب وأنا ؟
شرشائيل : أم أنت بقى ياصديقى الدود ...فتوسوس فى عقل وكيان فادى زبونك ..وتحاول تشككة فى خلاصة وأيمانة
ولو أنت جدع ..حاول توصلة لقناعة أكيد بأن اللة مش سامع صراخهم ..ولا حد هينقذهم من الورطة دى
ولو أنت جدع أكتر وأكتر ...دخل جو نفسة اليأس من محبة الهة
ولو سيادتك أجدع من كل دة ...أزرع جواة فكرة ..أنا مفيش حاجة أسمها راعى صالح ..ولا حاجة أسمها خلاص على الصليب ولا حتى الة...فبكدة تنول المراد وتملك روح ونفس فادى وتوصلة للتغير المطلوب ...فهمت
يهرش مكروئيل قائلاً : يااااة دانت أفكارك رهيبة.....دة أبليس نفسة يقفلك فى أحترام
شرشائيل : ماهو لو فية عدل فى جهنم ..كنت زمانى بقيت حاجة تانية غير شيطان بيوقع البنى أدمين...المهم
دلوقتى هيدخل توما ..أتفضل أسكت وأسمع الكلام اللى هقولهولة ..وأتعلم ..مفهوم ؟
مكروئيل : طبعاً ..هو أنا أطول أحضر درس عملى من أذكى وأشنع شيطان
شرشائيل : أسكت بقى ...أهو توما داخل ..أسكت
يدخل توما وهو حزين ومتوجع بشدة محدثاً ذاتة قائلاً ".: أنا مش بنى أدم ..أنا شيطان أنا العن من أبليس نفسة
دمرت نفسى وهديت البيت ... <يصرخ بشدة> بسببى دخلت ولدى السجن وضيعت سمعتة...بسببى أمى أنشلت وبين الحيا والموت...بسببى أخويا ...نسى مذكرتة ومدرستة والفشل لزمة ذى ما ملازمنى
أنا أية اللى عملتة دة ....أزاى وصلت لكدة ..أزأى بأيديا دول هدمت ودمرت الناس اللى بيحبونى...آ ة
يقترب منة شرشائيل قائلاً بصوت ناعم : طب ,انت ذنبك أية ..دة مكتوب ياتوما...وكل واحد بيشوف اللى مكتبلة
توما : أذاى ؟؟؟ أنا ذنبى كبير..تقيل جداً ...محدش يقدر يستحملة...
شيطانة : لا ياتوما باشا ..لا...أنت صح وهما كلهم اللى غلط ...أنت اللى فاهم الدنيا عايزة أية...ياعم توما أرمى ورا ضهرك
الندم مش هيفيدك..
توما : طب أزاى وأنا من البداية كنت السبب فى حزن وتعب أهلى ...أة...آآة والف آآآة
شيطانة : أنت ملكش مفر من نهايتك ....
توما : نهايتى ....نهايتى ..أنا عارف أن كل واحد لة نهاية ..بس أية هى نهايتى ..ونهاية قصتى الرهيبة دى
شيطانة : أنت زى يهوذا ...عارفة ؟..اللى سلم سيدة بخمسين فضة
عارف نهايتة ؟؟..عارفة ياتوما ؟
توما : أيوة ..شنق نفسة ..خلص على حياتة
شيطانة : وعارف أن دة الحاجة الوحيدة اللى عملها صح فى حياتة ..طلع راجل ...مستحملش يشوف خيانتة لسيدة..فعاقب نفسة
ونهى حياتة بأيدية ..وأنت لازم تكون راجل للنهاية وتعترف بغلطتك وخيانتك لاهلك ولولدك ولاخوك ولامك
دة أنت ياتوما عملك دة وخيانتك أصعب وأشنع وأفظع من خيانة يهوذا لسيدة...أطلع راجل وأعملها..أتخلص من العار ومن حياتك علشان يسمحك أبوك ويغفرلك غلطتك الرهيبة فى حق كل الللى حوليك
توما : أيوة ..أيوة...بس أزاى ..أنا جبان وعمرى ما فكرت فى الشنق ولا الدبح ولا الحاجات دى..وغير كدة وكدة..
أية اللى هيستفادة بابا بالخلاص من نفسى
شيطانة : هتكتب ورقة ..جواب للمباحث والنيابة ..وتعترف بأنك أنت اللى أخدت الشنطة..وأنت اللى كنت بتاجر فى الممنوعات ..
وتعرفهم أن القميص بتاعك أنت مش بتاع أبوك ..وكام صورة متصور بيهم بالقميص دة هيقتنعوا ..وبكدة تصلح غلطتك..ها هاها هاها هاها
توما : أيوة صح ..هو دة عين العقل ..بس أنا هنتحر أزاى ...أزاى ؟
شيطانة : مفيش أبسط من الخروج من مسرح الحياة يابطل ..بربع جنية بس وتنتحر
توما : أزاى ..؟
شيطانة : سرنجة..حقنة بربع جنية ..تشتريها من أى صيدلية..وتملاها هواء
وتضربها فى شريان من شرايين دراعك ..وهب ..هتحس بشعور لذيذ...وكمان هب وهب تلتة هتروح فى الوبا ..حاجة مفيش أبسط منها ..أوكازيون..علشان خاطر عيونك
توما : أما فكرة ..هى شنيعة بس فعلاً مفيش أبسط منها ..لازم أنفذها ...والاول أكتب الجواب
<يخرج توما ...فينظر شرشائيل لمكروئيل فى مكر قائلاً >
مكروئيل : أية رايك ياصديقى اللدود ؟
شرشائيل : لا ..لا ..دة أنت مصيبة مسيحة ...دانت جن مصور...دانت أبليس نفسة ..دكتور ياخواتى..أية رشتة الانتحار السهلة دى!!!
شرشائيل : علشان تتعلم ..وتفهم أن كل باب ولة مفتاح واحد ..و الشيطان الناصح هو اللى يعرف مفتاح بابة فين
خاللى بالك زبونك وصل تحت وأهو طالع السلالم ..وهيدخل علينا دلوقتى ..جاهز..أقنعة ..أضعفة ..كسر وحطم ودمر فى نفسيتة وروحة وأيمانة...صاحبك مفيش أضعف منة دلوقت....فادى أستوى وطالب الاكيلة ..هيا أجهز علية
< يدخل فادى وهو ممسك بكتبة فى حزن وغيظ فيقزف بالكتب بكل قوة على الارض وهو يصرخ ناظراً لصورة الراعى الصالح:
فينك يايسوع ..فينك يامخلص ؟
أزاى سبتنا وتركتنا للعواصف والرياح وأعاصير الشر تدمر البيت دة..البيت اللى مكنش بينام الا على أسمك ولا كانش بيقوم الا على أسمك ولا كنش بيعيش الا واسمك هو البداية والنهاية لكل خطوة فية
رحت فين ..أنا محتجلك ..لو سمعنى جاوب على ..رحت فين ؟؟..فين ؟؟
مكروئيل يقترب من فادى قائلاً :أنت يابنى لسة عايش فى وهم الراعى الصالح والصلب والفادى والخلاص والكلام دة اللى أكل علية الدهر وشرب وأتاوب كمان ونام....فوووق ..أصحى من وهم الرهيب..
فادى : وهم ..مش ممكن يكون كل دة كان وهم ؟؟...يسوع موجود ....موجود مش وهم
شيطانة : لا..لا ياحبة عينى من جوة لا ..دى أكبر خدعة أنطلت على البشرية ..مفيش مخلص مفيش الة
فادى : مستحيل ..مستحيل تكون كل حياتى مبنية على خدعة ..وأيمانى على وهم ..مستحيل مستحيل!
شيطانة : مفيش خاجة أسمها مستحيل ..أنت أخدت الايمان أزاى ..مش من يوم ولدتك ؟
فادى : أيوة ..طبعاً
شيطانة : وأنت متأكد من أن الطريق دة هو الصح ...صح ؟
فادى : أيوة ..متأكد ..بكل جوارحى ..متأكد بكل ذرة أيمان أنخلقت بيها ..متاكد متأكد
شيطانة : طب قوللى بقى ياحلو الملامح ..طب لو كنت أنولدت مش مسيحى .فى أسرة من العالم أو أسرة من أى ديانة تانية .مش بردك كنت أخدت نفس أيمان أهلك
فادى : مش عارف ...أنا لاول مرة أتحير كدة ...مش عارف
شيطانة : لا ..أنت عارف الاجابة كويس ..هتكون فى نفس خيز وأيمان وأعتقاد أهلك..معنى كدة أن أيمانك نفسة كدبة ..أيمان بالوراثة مش أكتر من كدة
فادى :أية ..أية الافكار الغريبة دى ..دة أكيد أفكار الشرير ...عايز يدمر أيمانى ...
شيطانة يصرخ قائلاً : أهو أنتم كدة يابنى أدمين الواحد منكم لما يعرف الحقيقة ويفووق يقول أفكار شياطين ..ماشطان الا بنى أدم...... يابنى أدم
فادى يمسك راسة بقوة وهو يصرخ :...كفاية ..كفاية ..أنا خلاص قربت أكفر بكل حاجة ..خلاص قربت أنسى حياتى وتربيتى
شيطانة فى فرح : طب فين الهك ؟...لية سبكم للدمار ..لية ترككم لمزلة العالم ..لية رفع أيدية عن حمايتكم ..لية ؟لية ؟
فادى : أكيد لة خطة أكبر من تفكرنا ...أكيد لة هدف من كل دة ..أكيد أكيد
شيطانة : يابنى ياحبيبى ...ياحبيبى يابنى ...أنت عنيد ..مش عايز تعترف بفشل الهك فى حمايتكم...علشان من الاصل ..لا وجود
لهذا الالة...لا وجود للخلاص ...لا وجود لحياة القداسة والبتولية والملك مع ربك ..لا وجود لا لنار ولا لسما ولا لشىء أسمة فردوس النعيم....النار وجهنم ..الجنة والسما والفردوس..كل دة هنا عالارض
فادى فى يأس رهيب : يعنى أنا وكل اللى قبلى كنا على وهم مخدوعين ؟؟..طب مين اللى لة هدف ..ولية عمل كدة؟
شيطانة : ياااة ..دى حاجة قديمة وموجودة فى كل العصور ...اللى هدفهم كدة هما الناس الاغنياء
زرعوا فى عقول وقلوب الفقراء فكرة اللة والسماء والنعيم ...علشان الفقير يقتنع بفقرة فيسكت ويعيش قانع
ويخدم الغنى فيزيد الغنى غنى على غناة...وزرعو جواهم الخوف من جهنم ..والنار ..والبحيرة اللى فيها نار وكبريت علشان اللى ميجيش بالجزرة والسما يجى بالعصايا وجهنم...هى دى الخدعة ..وهى دى الحقيقة اللى الكل بيهرب منها
الايمان بوجود شىء خارق للطبيعة هو المخدر اللذيذ..الدين هو أفيون الشعوب الخائفة
<