كان أحد الأثرياء لا يحــســن إلى الـفـقـراء أبداُ. وعلى الرغم من ثرائه الطائل لم يحب فعل الخير وإراد الرب أن يعطية درساً فى حب العطاء والأهتمام بالغير فحدث ذات ليلة غنة حلم إذ بة انتقل إلى السماء و راح يتنقل فى ارجائها و اثناء طوافة وجد قاعة كبيرة, فلما دخلها رأى فيها عدداً كبيراً من الناس يجلسون على مائدة حفلت بشتى أصناف الاطعمة و لكنهم كانوا يحاولون المرة تلو الأخرى إيصال الطعام لأفواههم . فيبوؤون بالفشل. ذلك لأن الزراع الأيسر لكل منهم كان مشدوداً إلى جنبة. بينما ربطت فى الذراع الأيمن ملعقة يد طويلة. يصل طولها الى مترين تقريباًً. فكلما حاول أحد الحاضرين لتلك المائدة أطعام نفسة لا يستطيع توصيل الطعام من المائدة إلى فمة بسبب طول الملعقة. لذلك كان الغضب يملأ وجوههم و الجوع يقرص بطونهم رغم كثرة ما أمامهم من طعام. فلما سأل عن الحكمة فى هذا الوضع قيل له: أن الذين يقيمون فى هذة القاعة هم الذين كان لهم و لم يعطوا الذين ليس لهم. الانانيون الذين لم يحسنوا الى الفقراء. فبرغم تلك الأطعمة الشهية التى لا تنقطع عن مائدتهم إلا أنهم غير قادرين على الشبع فكل منهم يفكر فى نفسه فقط ليس فى غيره فلما خرج من هذه القاعة. أسترعى انتباهه باب غرفة أخرى فأسرع اليها و دخلها. ولدهشتة الشديدة رأى أناس أخرين فى حال مطابقة للحالة الأولى. و المائدة عامرة بالطعام و الأزرع اليسرى لهم ممدودة و مشدودة إلى أجسامهم. و الملاعق الطويلة مربوطة فى أيديهم اليمنى. و لكن هؤلاء بغير الأخرين لقد كانت تفيض وجوههم بالسرور والفرح والعطاء. وبعد لحظة أدرك سبب ذلك إذ وجد أن كلا منهم كان يغمس ملعقتة فى صحنه الذى أمامة ثم يرفعها لا إلى فمه, , إنما الى فم الذى أمامه. وبهذة الوسيلة كان الجميع يأكلون. وقبل أن يغادر الثرى الغرفة قيل له: أن هؤلاء هم الذين كان لهم وأحبوا حياة العطاء لذلك هنا أستطاعوا أن يأكلوا لان كلا منهم أهتم بغيره ولم يكونوا أنانيون مثل السابقين.
موضوع: المعطى بسخاء 