اضطهاد
دقلديانوس :
بعد
الاضطهادات التسعة التي أثارهاالرومان ضد المسيحيين منذ عهد نيرون (54 - 68م)، جاء هذا الاضطهاد الأخير
على يديدقلديانوس الذي ظن أنه قادر على إبادة الكنيسة تمامًا. ففي بدء عهده إذ
اختارتهالجيوش الرومانية ليتولى العرش مارس المسيحيون شيئًا من الحرية، إذ عُرف
بالنزاههوالعدل، وقد أقام مكسميانوس شريكًا له وأعطاه لقب إمبراطور، كما أقام
غالاريوس فيالشرق، ومكسميانوس في الشرق كقيصرين آخرين مساعدين، فبدأ مكسميانوس ومعه
غالاريوستحريضه على المسيحيين فلم يستجب لهما طلبًا في السلام الداخلي. لكنهما صارا
يلحانعليه بدعوى أنهم أعداء الآلهة ومقاومون للمملكة، فحملاه على إصدار المراسيم
ضدالمسيحية. ولكي يثيره مكسميانوس أشعل نارًا في القصر الإمبراطوري أثناء
وجوددقلديانوس، واتهم المسيحيين العاملين بالقصر أنهم يودون الخلاص منه فثارت
ثورته،وانقلب إلى حيوان مفترس لا عمل له إلا استخدام كل أنواع العذابات لإبادة
المسيحيين. لعل أول ضحايا تلك الزوبعة
هم أهل نيقوميديا (مدينة أشنكنيد بتركيا) التي كانت منأعظم العواصم الرومانية،
وقد جعل له دقلديانوس مقرًا فيها، وكان تعداد المسيحيينبها كثيرًا. لذا اندفع
الحكام إلى إبادتهم جماعات جماعات. أما ردّ الفعل فكان في كلالعالم
الروماني خاصة مصر التي قدمت للفردوس أعدادًا من الشهداء أكثر من كل العالم،وحسب
الأقباط عهد دقلديانوس بدء سنتهم القبطية.
استشهاد
الأنبا أنثيموس :
كلمة "أنثيموس" تعني مُزهر. ولد في
نيقوميديا ودرس الفلسفة والعلوم على أساتذتها، وكانمنذ حداثته مشهورًا بتقواه
وحياته الفاضلة. اشتاق إلى خدمة الرب فسيم كاهنًا، ثمصار أسقفًا للمدينة. كان
يشجع المؤمنين في فترة الاضطهاد، وكان من أثر عظاته أنتقدم عشرون ألفًا من مسيحيي
نيقوميديا للاستشهاد. قبض عليه الإمبراطور مكسميانوس،لكن الأسقف لم ينثن قدامه
ولا اهتم بوعوده. عندئذ أمر مكسميانوس أن يُضرب بالحجارةعلى رأسه ليبكم فمه، وأن
يُوخذ جنباه بمسلات محماة الخ... وأخيرًا أمر بضرب عنقه،فنال إكليل الاستشهاد عام
303م. تُعيِّد له الكنيسة في الغرب في 27 من شهر إبريل