ضبط المشاعر:
إن وجدت شعوراً خاطئاً قد زحف إلى
قلبك, فلا تتجاوب معه, بل حاول أن تتخلص منه بسرعة قبل أن يرسخ فيك. وباستمرار
احتفظ بنقاوة قلبك. ولا تستسلم لأية شهوة أو رغبة خاطئة, بل قاومها...
وإن دخل الشعور الردئ إلى قلبك, فلا تجعل الأمر يتطور معك إلى
ما هو أسوأ, أو يؤثر على إرادتك ويتحول إلى عمل...
وإن تدرجت إلى مرحلة العمل, فاضبط نفسك ولا تجعل العمل الخاطئ يتحول إلى
عادة ويسيطر عليك.
ولا تسمح أن تكون مشاعرك حرة طليقة بلا قيد أو ضبط.
وإنما اضبط نفسك من جهة استخدام الحرية. ولتكن حريتك منضبطة.
لتكن حرية طاهرة, لا تفعل فيها ما لا يليق. ولتكن حرية مسالمة
وعاقلة, لا تتعدى فيها على حريات الغير, ولا على حقوق الغير, ولا على النظام العام
أو القانون...
والحرية الحقيقية هى أن يتحرر قلبك أولاً من كل خطأ.
وحينئذ يمكنك أن تستخدم حريتك الخارجية فى حكمة وسلام.
***
ضبط الأعصاب:
الإنسان القوى يستطيع أن يضبط أعصابه, وبخاصة فى
حالة الإثارة وتحريك الغضب. وهكذا يضبط نفسه من جهة الإندفاع والتهور, ومن جهة
إتخاذ أى قرار سريع وهو فى حالة انفعال...
وإن وجد نفسه منفعلاً, يحرص على أن يضبط لسانه, وبقدر إمكانه
يضبط ملامحه أيضاً, ويضبط حركاته. ولا يسمح لنفسه أن لا يخطئ فى حق غيره مهما أخطأ
ذلك الغير فى حقه. لأن الخطأ لا يجوز معالجته بالخطأ.
***
الضبط الخارجى:
الإنسان الذى لا يضبط نفسه بنفسه, قد
يُرغم على الأنضباط من الخارج, بغير إرادته. كابن لا ينضبط من تلقاء ذاته, فيضبطه
التأديب وتربية والديه له. أو أى إنسان يرغمه على الانضباط: القانون والعرف
والعقوبة.
أو إنسان يضطر إلى الإنضباط عن طريق الخوف, أو بدافع
الخجل من الناس, أو خشية الإنكشاف أوالفضيحة.
أو شخص لا يضبطه نقاء قلبه, إنما وجود موانع تعوقه, أو عدم
قدرة منه, أو أن الفرصة غير سانحة, أو لمقاومة آخرين له... وكلها أسباب غير روحية,
ولا تنبع من داخله
***
أما الشخص الروحى فينضبط من الداخل بارادته, حباً
منه للخير, وحرصاً منه على إطاعة الله, وتقويماً منه لإرادته الخاصة..
وانضباطه الداخلى- فى قلبه وفكره- يساعده على الإنضباط
من الخارج أيضاً. ويكون انضباطه الخارجى تعبيراً عن داخله أيضاً..
على أنه باستمرارية الإنضباط الخارجى, سواء كان الإنسان
مرغماً عليه من الخارج, أو أنه يغصب نفسه على ذلك, فبهذا الاستمرار يتعود الإنسان
أن يكون منضبطاً..